ُحسن الـــتدبــر
يتناول هذا المؤلف موضوع حسن التدبُّر بغاية إظهار مفهومه الذي يربط بين الزمنين في الزمن الحاضر، فحسن التدبُّر مبدأ قيمي يظهر أهميَّة التدبر بمفهومه العام والخاص؛ وذلك من خلال الفكرة والِفكر ومدى دراية العقل بالمتغيرات المتداخلة بين التذكر والتدبُّر والتفكّر.
ومع أنَّ مفهوم الحسن يحتوي في مضمونه ما يشير إلى الجمال أو يدل عليه، فإن جمال التدبر يكمن في الحكمة التي تجعل الإنسان متدبِّرا؛ ومن هنا فحسن التدبُّر يظهر في جمال الفكرة التي تولّد من الحُجّة حُجّة، ومن البرهان برهان .
كما أن مؤلَّفنا عمل على فك اللبس الذي شاب بعض المفاهيم، وكأنَّه لا فرق فكري بين مفهوم التذكّر، والتدبُّر، والتفكّر، ولهذا أوجدنا مساحة بحثيَّة لفرز تلك الملابسات وفكها؛ ومن ثمَّ، تم تبيان الفوارق المفاهيميَّة تحليلًا وتفصيلًا وتعليلًا وتفسيرًا.
ولأنَّه لا شيء موضوعي بلا تدبُّر، ولا إمكانيَّة للمعرفة الحقَّة بدون تدبُّر، ولا وضوح رؤية بلا تدبُّر، ولا مستقبل يُصنع ولا نُقلة تحدث إلا والتدبُّر من ورائها؛ لذا كان موضوع حسن التدبُّر بين أيدي القَّراء والبحاث والنَّقاد مادة للقراءة مع وافر الفرص للتصحيح أو التصويب أو النقد أو لمزيد من الإضافة والتجديد.
ومن هنا فإن حسن التدبُّر حسن دراية وحكمة، وحسن معرفة، وحسن تفكير مع وافر التأنّى الموضوعي؛ حيث لا تسرّع ولا استعجال وكذلك لا تباطئ.
وعليه فإن حسن التدبُّر هو حسن إدارة؛ سواء أكانت الإدارة أسريَّة، أم مدرسيَّة، أم إدارة شركة، أم إدارة دولة، أم إدارة رأي، أو إدارة عقول، ولكلٍ خصوصيَّة بها يدارُ.
أ د. عقيل حسين عقيل
طرابلس ليبيا
2022م
Comments (0)